ابتعد عن طفلك قليلاً إذا غضبت لكي تسترجع هدوء اعصابك فتتفادي تجريحه واهانته وتستطيع توصيل رسالتك له بطريقة ايجابية ولنضرب مثالاً عملياً لنتعرف علي كيفية استخدام هذا الاسلوب التربوي حياة فتاة في العاشرة من عمرها نهضت من اليوم ولم ترتب سريرها ثم اخرجت بعض ملابسها وتركتها مرمية علي الكرسي تضايقت أمها من فوضويتها واردات أن تعودها علي ترتيب غرفتها فقالت لها: حياة لماذا تتركين غرفتك فوضي هكذا؟ هيا رتبي سريرك وعلقي ملابسك
ردت الابنة : هذا عمل الخادمة نحن ندفع لها راتباً لتقوم به.
اجابت الأموقد أخذت تشعر بالثورة تسري إلي نفسها : الخادمة تقوم بترتيب البيت مرة واحدة في اليوم أما بقية اليوم فإن هذه غرفتك وأنت مسئولة عن ترتيبها .
وخرجت من الغرفة لكي لا تفقد اعصابها وتبدأ في تجريح ابنتها وعندما هدات عادت إليها وقالت: الآن استطيع أن أناقش معك هذا الامر اريدك أن تعلمي امراً وتطبقيه مستقبلاً ما دمنا نعيش في هذا البيت فإن لكل واحد منا واجباً يقوم به لكي نتعاون علي أن يكون منزلنا مرتباً إذا كنت لا تريدين ترتيب غرفتك فسأختار لك عملاً آخر تقومين به ماذا تختارين؟
تراجعت الابنة قائلة : اختار ترتيب فراشي وغرفتي حتي تبدو مرتبة وجميلة
احياناً يتعب الآباء من تكرار هذه المواقف الغاضبة مع ابنائهم عندما يقومون بتذكيرهم يومياً بواجباتهم فماذا يفعلون ؟
قال احد الأباء تعودت أن ابتعد عن ابني عندما اغضب عليه أدخل إلي الحمام لاستحم أو افتح الراديو علي أي موسيقي كلاسكية أفعل أي شيء يبعدني عن جو الغضب ثم اعود له لاناقشة واخرج معه دائماً بنتيجة ايجابية تحسن سلوكه.
تقول احدي الامهات عندما يزداد الضغط علي نفسيتي أدخل إلي غرفتي وأبكي وحدي فأشعر بالراحة واعود مرة اخري إلي ابنائي لمتابعة اداء واجباتهم اليومية حسب المطلوب أم اخري قالت أنها تدخل غرفة المكتب وتكتب عدة ملاحظات عن ابنها تعبر من خلالها عن كل ثورتها ثم تعود اليه لتناقشه بهدوء حول العمل الذي طلبت منه أن يقوم به وعاندها في ادائة وتقول : إنها كانت في كل مرة تخرج بطريقة ايجابية تساعدها علي توطيد علاقتها بابنها بدل المشاحنات والكلام الجارح الذي كانت تنهال به عليه عندما يعاندها ويغضبها فتزداد ثورته ولا تصل معه إلي طريقة تساهم بها في تطوير سلوكه.
إذن ع الابتعاد عن اطفالنا وقت الغضب يمنحنا فرصة لنعبر عن غضبنا بطرق لا نندم عليها فيما بعد
وهذا مثال آخر نستعرضه يعلمنا كيفية استخدام هذا الاسلوب التربوي .
أصر محمد البالغ من العمرخمس سنوات أن يلبس قبعة اشتراها له والده للمدرسة كأنت الأم تعلم أن قوانين مدرسة ابنها تمنع التلاميذ من ارتداء القبعة في الفصل لكنه صمم علي ارتدائها رغم معارضة والدته بقولها: أنت تعلم أن قوانين المدرسة لن تسمح لك بارتداء هذه القبعة .
رد عليها: ارجوك يا أمي اريد أن ارتدي قبعتي في المدرسة
أجابت الأم: لكن المدرسة سوف تمنعك أنت تعلم أن المدرسات يعاملن جميع الطلبة معاملة متساوية
رد الابن غاضباً: إذن لن أذهب إلي المدرسة
أجابت الأم وهي غاضبة: الافضل أن لا تذهب
فرح محمد لرضاء أمه علي عدم ذهابه إلي المدرسة فسألها: هل استطيع أن العب في حديقة البيت؟
درت عليه والدته بحزم: إذا لم تذهب إلي المدرسة فانك سوف تبقي طوال اليوم في غرفتك لن تلعب في الحديقة أو تشاهد التليفزيون أو تلعب مع اصدقائك وعندما شعرت أن غضبها قد ازداد خرجت فوراً من الغرفة وبعد أن هدأت عادت اليه وبدأت معه حواراً هادئاً :
قالت له : دعنا نتحدث عما دار بيننا منذ قليل هل تريد حقا ارتداء القبعة في المدرسة حتي تبدو كالابطال؟
هز الابن راسه بالايجاب
ردت الأم: اظن أنا ما ستفعله سيشعرك بأنك قوي وأنك متميز بلبس قبعة غيرك لا يرتدي مثلها
قال الابن: نعم
قالت الأم: هل ارتديت جاكيت المدرسة لنذهب؟
قال محمد : نعم هيا بنا
لقد أحسنت الأم التصرف لأنها عندما شعرت بتزايد غضبها خرجت من الغرفة وسألت نفسها هذا السؤال : هل من المفروض أن اتحكم في تصرفات ابني في المدرسة هذا ليس من واجبي وانما هو اجب المعلمة وستقوم به علي أفضل وجه لأنها ستمنعه من ارتداء القبعة في الصف فلماذا إذن اغضب؟
وهذا ما حدث بالفعل حيث منعت المدرسة محمداً من ارتداء القبعة في الفصل واستسلم لما أمرته به طائعاً.